كيف يتقذر القلب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( الدنيا ملعونة ملعون كل ما فيها إلا ذكر الله وماوالاه من عالم أو متعلم )
واعلم ايها المسلم ان للقلب وجه واحد قال تعالى
(ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه)الأحزاب
إذاكان للقلب وجه واحد ومرأته واحدة هى بصيرته فإذا اشربت هذه المرآه بالنور أشرقت وإذا أشربت بالدنيا
اظلمت هذه الدنيا ظلمة وإذا احاطت بالقلب يعمه
(إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون)
النمل
فتعلق القلب بالدنيا ظلام فى ظلام واذا اردت الله فاخرج الدنيا من قلبك واصرف عنها بصرك فأنت إذا عرفت زهدت فيها
ولكن كيف تخرج الدنيا من قلبك
ذلك بزهد المشمرين فى
السير الى الله
والزهد فى الدنيا جملة ليس المراد تخليتها من اليد ولا اخراجها من قلوبنا ولا نلتفت اليها ولا نجعلها تساكن قلوبنا
حتى وإن كانت فى ايدينا وذلك مثل زهد الصحابة وزهد الانبياء
ما الذى يصحح هذا الزهد؟
علم العبد أن الدنيا ظل زائل وخيال زائر فالدنيا شرسعة الزوال وعلم
العبد بذلك يجعله يزهد فيها
علم العبد إن وراءها دارا أعظم منها قدرا وهى دار البقاء الا وهى الجنة
علم العبد أن زهده فيها لن يمنعه شيئا مما كتب له فيها وحرصه عليها لن يجعله يأخذ شيئا لم يكتب له من تيقن
من ذلك وثلج صدره به ونزل على قلبه ذلك بردا وسلاما شعر ببرودة السكينة فى قلبه فهذه الامور الثلاثة تشهل على العبد الزهد فيه