وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا على من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة على". قالوا يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ (قال: يقولون بليت) قال: "إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء". رواه أبو داود بإسناد صحيح. ورواه النسائى وابن ماجة، ورواه الحاكم فى المستدرك من حديث أبى مسعود الأنصارى وقال: صحيح الأسناد.
وأخرج عبدالرزاق والنميرى مرسلا عن يونس بن خباب عن مجاهد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم تعرضون على بأسمائكم وسيماكم فأحسنوا الصلاة على.
وأخرج الأمام أحمد عن عاصم بن عبيدالله قال: سمعت عبدالله بن عامر بن ربيعة يحدث عن أبيه قال: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يخطب ويقول: "من صلى على صلاة، لم تزل الملائكة تصلى عليه ما صلى على، فليقل عبد من ذلك أو ليكثر". ورواه ابن ماجة من حديث شعبة.
وروى الترمذى عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه قال أبي قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي فقال ما شئت قال قلت الربع قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت النصف قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قال قلت فالثلثين قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت أجعل لك صلاتي كلها قال إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح. وفى رواية للأمام احمد: قال رجل: يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلاتى كلها عليك؟ قال "إذن يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك".
قال فى الترهيب والترغيب: قوله أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتى؟ معناه: أكثر الدعاء فكم أجعل لك من دعائى صلاة عليك. قلت: لعل الشيخ أبو المواهب الشاذلى أصاب حين قال: رأيت النبى صلى الله عليه وسلم، فقلت يا رسول الله، ما معنى قول كعب بن عجرة فكم أجعل لك من صلاتى؟ قال: أن تصلى على وتهدى ثواب ذلك إلى لا إلى نفسك.
التحذير من ترك الصلاة النبى صلى الله عليه وسلم
جاء فى تفسير الثعالبى بما نصه: والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم فى كل حين، من الواجبات وجوب السنن المؤكدة التى لا يسع تركها، ولا يغفلها إلا من لا خير فيه.
وعن الحسين بن على عن أبيه رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "البخيل من ذكرت عنده فلم يصل على". رواه الأمام أحمد والنسائى وابن حبان والحاكم والترمذى وحسنه.
وأخرج البخارى فى الأدب عن جابر بن عبدالله رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم رقى المنبر، فلما رقى الدرجة الأولى قال آمين ثم رقى الثانية فقال: آمين ثم رقى الثالثة فقال: آمين. قالوا: يا رسول الله سمعناك تقول آمين ثلاث مرات قال: لما رقيت الدرجة الأولى جاءنى جبريل فقال شقى عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له، فقلت آمين. ثم قال: شقى عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، قلت آمين. ثم قال: شقى عبد ذكرت عنده ولم يصل عليك، فقلت آمين. وفى رواية البخارى عن أبى هريرة بلفظ "رغم أنف عبد..الحديث"، وعن كعب بن عجرة رضى الله عنه بلفظ "بعد.." وقال الحاكم صحيح الأسناد.
وعن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل على، ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة" رواه الترمذى وقال حديث حسن غريب. وروى عن جابر وأنس رضى الله عنهما.
وروى ابن ماجة عن جبارة بن المغلس، بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نسى الصلاة على أخطأ (خطئ) طريق الجنة". ورواه اسماعيل القاضى مرسلا من غير وجه عن أبى جعفر محمد بن على الباقر بسنده عن جده حسين بن على قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من نسى الصلاة على أخطأ طريق الجنة". ورواه أيضا البيهقى فى الشعب عن أبى هريرة رضى الله عنه، والطبرانى مرسلا عن محمد ابن الحنفية بلفظ "من ذكرت عنده فخطئ الصلاة على خطئ طريق الجنة".
وأخرج الترمذى، وحسنه، عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم".
قال العلامة ابن حجر فى كتاب الزواجر عن إقتراف الكبائر: الكبيرة الستون ترك الصلاة على النبى عند سماع ذكره صلى الله عليه وسلم. وهذه الأحاديث مصرحة بالذل والهوان والشقاء والبخل على من لم يصل على النبى صلى الله علي