[size=24]لحظات ندم
بين جدران تلك الغرفه الباردة جلس ووضع رأسه على ركبتيه وهو يفكر بما حصل معه
أكان ذلك حلما -------------
أم كان حقيقة----------------
هل هي مجرد كوابيس وستنتهي بعد لحظات؟
وشرد خياله الى ما حصل معه صباح هذا اليوم
لقد صحيّ من النوم كالمعتاد ----لا لم يكن كالمعتاد
كان قلبه في هذا اليوم مقبوض---لا يعرف لماذا
يرى الشر يتطاير من عينيه ,مزاجه عكر
لماذا--- ربما لانه لم ينم تلك الليله لظروف قضاها؟لا اعلم بالضبط
ولكن سرعان ما تناول فنجان من القهوة وهو في عجله من أمرة حتى طعام الفطور لم يتناوله كالعادة
بل ذهب مسرعا والشرر يتطاير من عينيه
دخل الجامعة مسرعا فلقد اقترب موعد المحاضرة
ها هو في قاعة المحاضرة
لمن هذه الكتب ( قال في نفسه) فتناولها ووضعها بعيدا وجلس على المقعد
وما هي الا لحظات حتى جاء صاحب الكتب
لماذا أبعدت كتبي عن مقعدي وجلست عليه؟
اذا سمحت قم من مكاني
:لا اريد انه ليس مكانك فاذهب واجلس بعيدا هيا اذهب
: لن اذهب بل عليك انت بان تذهب وتترك مكاني
لكن ساترك المقعد بشرط ان تعتذر لي على تصرفاتك
: ماذا----ماذا---انا اعتذر منك انت
اذهب --- اذهب من هنا هيا---
وما هي إلا لحظات حتى حميت المعركة بين الطالبين
ولكن كيف سحبت تلك الشبرية وطعنته ----
كيف حصل معي ذلك ؟ أيعقل ذلك-----؟
سال الدم من صدره وتناثر على المقعد والكتب , وأخذ الطلاب يصرخون احضروا الإسعاف ---الإسعاف
فررت منهم ولكن الى اين أذهب
أحسست بان الارض ضاقت وان ضلوعي تخنقني
كدت اموت خوفا و رعبا حين علمت انه توفي
يا الهي ----أهو مات حقا--؟
انا اصبحت قاتل------؟
انا حرمت نفسا بشريه من حق الحياة----؟
ويبكي بكاءا مريرا -------
وتكاد اوصاله تتقطع----من كثرة الندم
ولكن هل ينفع الندم لقد مات صاحبه
واشتعلت نار الثائر بين العائلتين
يا لها من دوامه وضعت نفسي بها
كانت بدايتها بيدي ولكن ألان لا اقدر لا انا ولا اكبر شيخ في عشيرتي بالأخذ بزمام الأمور
يا الهي--------- كم أنا أحمق
لقد استشهد هو
فقد مات في الجامعة طالبا للعلم وقد مات قتل
ولكني قاتل مجرم ---وستاؤل نهايتي الى حبل المشنقة وخاصة انهم اذانوني بالقتل العمد
هو الشهيد وانا المجرم
هو في الجنة وانا في النار
أهله في عز وأهلي في ذل واستكانة
كل هذا لطيشي وجهلي وتعنتي وجبروتي
لقد أضعت مستقبله ومستقبلي ----
وجلست انتظر الإعدام في هذه الغرفة من السجن الكئيبة
ابنائنا الاعزاء الله العظيم نحن نحبكم فلا تفعلوا بانفسكم هكذا
ارجوكم انتبهوا الى مستقبلكم والينا نحن الاباء فقلوبنا تتقطع من اجلكم
لماذا الطيش والتهور
القصة بقلمي وهي قصة واقعية