هل سأستطيع جعل ابني ولداً صالحاً؟
تراود أذهان الأمهات الشابات هواجس كثيرة، وتجول في عقولهن أسئلة كثيرة، على شاكلة: هل سأستطيع تربية ابني وجعله ولداً صالحاً في ظل هذا الزمن السريع الإيقاع؟ ما هي الآليات التي عليّ امتلاكها؟ كيف يمكنني التواصل مع طفلي خلال مراحل نموّه المتعدّدة؟.. وبالطبع، يزداد الأمر صعوبة مع الأمهات العاملات اللواتي لا يمكثن لفترات طويلة داخل منازلهن، ويسعين للحفاظ على الوظيفة والمنزل والزواج والأطفال. ويظل سؤال هام يراودهن: هل من الممكن تحقيق التوازن بين كل هذه الأمور، وخصوصاً تربية الأطفال والإهتمام بهم؟ «سيدتي» تجيب على هذه الأسئلة، من خلال بعض الأسرار الخفية للتربية المثالية التي يقدّمها أستاذ الدراسات والبحوث الإجتماعية والمحلل النفسي والمعالج السلوكي الدكتور هاني الغامدي. .
1 حدّدي أولوياتك
يبدأ تحديد الأولويات من الأهم فالمهم، النقطة الأولى التي ترتكز عليها باقي العوامل. ولذا، يجب أن يكون طفلك على رأس أولوياتك منذ اللحظات الأولى لشعورك بأنك حامل دعماً للعلاقة بينكما حتى قبل أن يخرج إلى الحياة، وذلك من خلال:
> الإستعداد لاستقبال المولود الجديد.
> تغيير المنزل ونمط المعيشة.
> إنتقاء بعض الأشياء الضرورية قبل مجيء مولودك.
> البحث عن أفضل المشتريات، لكن ضعي في اعتبارك الوقاية والأمان على الدوام.
> مشاركة زوجك أحاسيسك ومشاعرك ومخاوفك.
> قومي بتنظيم حياتك قبل وصول الزائر الصغير.
2 كـونـي على موجة واحدة معه
هذا العامل هو الأساس الذي تُبنى عليه الثقة والسعادة والعلاقة السليمة مع الأطفال، وهو يعتمد على: الحنان والرعاية الأساسية والتغذية والعاطفة واستخدام الحواس الخمسة في اكتشاف احتياجاتهم وتهيئة المناخ الصحي الخالي من التوتر واللازم لنمو أطفال سعداء.
3 عـيــشـي خـــبــرات الحياة مع طفلك
إعملي على تنشئة طفل ناجح ومعافٍ، من خلال تفاعلاتك اليومية معه عن طريق:
> الإبتسام له، تقبيله واحتضانه والإستجابة لصيحاته أو علامات احتياجاته.
> توفير أنشطة باعثة للأمان والطمأنينة.
> التحدث إليه، الغناء والقراءة له.
> تبادل الزيارات السارّة مع العائلة والأصدقاء.
> تشجيعه على اكتشاف أماكن جديدة وحثّه على المشاركة في أنشطة متميّزة.
> منحه قدر كاف من الدفء والحب والتواصل الحميم.
> مساعدته على أن يعيش في جو منزلي آمن ومريح.
> إدخال تغييرات على غرفته في عمر عامين أو ثلاثة فما فوق، مع تحفيز قدراته العقلية بطرق مختلفة.
> تناول الوجبات معاً في المنزل أو في أي مكان آخر.
4 إختيار القائمين برعاية طفلك
إذا كنت عاملة، فباستطاعتك التخفيف من توترك عن طريق:
> حرصك على أن يكون الوقت الذي يجمع بينكما مفعماً بالحنان والعاطفة، وذلك في كل صباح ومساء، وثقي بأن اللحظات التي تمنحين فيها طفلك أفضل ما بداخلك لا تقدّر بثمن!
> أعثري على شخص يقدّم الرعاية لطفلك يكون أهلاً للإعتماد عليه، ويتحلّى بفلسفة لا تتضارب مع أفكارك وقناعتك.
> قومي باختيار مربية بحرص شديد.
5 التحلّي بالحزم
ضعي نظاماً لشؤون منزلك، لكن دعي مكاناً للمرونة من وقت إلى آخر، فالطفل الذي ينشأ في منزل حسن الإدارة ويتحلّى بالإستقرار وانعدام القلاقل والمفاجآت، سيشعر بقدر أقل من الضغوط، وتتاح له فرصة أطيب في حياة ناجحة ومليئة بالإنجازات، وسوف يتعلّم من خلال ذلك:
> الحزم وتحمّل المسؤولية.
> الإنضباط واحترام السلطة.
> الإعتناء اليومي بالمظهر.
> إحترام النفس.
> تحديد الأهداف بصفة مستمرة.
6 الوفاء بالوعود
إذا قطعت وعداً لطفلك ولم تفي به، فإنك بهذا تثبتين أنك لا تستحقين أن يصدقك أو يثق بك، فإذا وقعت في هذا المأزق:
> قومي بجذب الإنتباه بعيداً.
> إستبدلي وعداً لا يمكنك الوفاء به بآخر تستطيعين تحقيقه.
> الإخلاص والمصداقية من أجل الإنضباط.
7 التشجيع
حاولي اكتشاف مواطن القوة ونقاط الضعف في طفلك، من خلال:
> توفير الأدوات الخاصة بالتعلّم.
> تشجيعه على القراءة.
> تعريفه على مجموعة متنوّعة من المفاهيم الرياضية.
> تنمية اهتمامه الموسيقي والإيقاعي.
> مشاركته في أنشطته.
> إستخدام كلمات مشجعة، مثل» إنني فخورة بك»، «إستمتعت بمشاهدتك وأنت تسبح»...
8 التواصل والتفاعل المستمران
إبدي الإهتمام بكل إشارات صغيرك اللفظية وغير اللفظية، سواء:
البكاء أو الصياح أو البلبلة أو الغمغمة أو المناغاة أو الكلام المنطوق أو فترات الصمت أو تعابير الوجه أو حركات الجسد. بالإضافة إلى ما سبق، أظهري دعمك وحبك، وإيّاك والسخرية عندما ينتاب طفلك الخوف، فإن توتره حقيقي ولن يثق طفلك بك إذا لم تعبئي بمشاعره.
9 التعليم وتنمية المهارات
إن إدراك الذات ومعرفة العالم هما من الأمور الهامة التي تطوّر مهارات طفلك منذ الصغر. لذا، عليك: تعليمه الآداب العامة والقيم والمهارات الإجتماعية والطموح مع تحديد أهداف واقعية وحثّه على الإدّخار وغرس مبادئ الأخلاق والأمانة وتوثيق علاقته بربه ودينه.