بسم الله الرحمن الرحيم
مع صفات جيل النصر
إن المتأمل لآيات القرآن يجد أن الله عز وجل قد وضع شرطا أساسيا لنصرة المسلمين علي أعدائهم وتمكينهم في الأرض .هذا الشرط هو نصرهم له . يقول عز وجل "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "ويقول "ولينصرن الله من ينصره " والنفس هي ميدان المعركة فالله عز وجل يطالبنا بأن ننصره علي نفوسنا لنكون أهلا لكي ينصرنا علي أعداءنا ويمكن لنا في الأرض
يقول تعالي "إن الله لا يغير مابقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم " ويقول"ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها علي قوم حتي يغيروا ما بأنفسهم "
ولكي نكون جيل النصر الذي ينصر الله فينصره الله لابد وأن تكون لنا من الصفات ما يجعلنا أهلا لأن نكون جيل النصر فمن تلك الصفات
التجرد :وللتجرد صور
-تجريد القصد :
فلا نقدم علي أمر ما إلا بعد أن نتأكد من إخلاص نيتنا فيه لله كما قال تعالي "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " فلا نقدم علي العمل طلبا للرفعة عند الناس أو خجلا منهم أو حميه أو عادة
ولقد سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم )عم الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال رسول الله (صلي الله عليه و سلم ) "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله "
-تجريد التوحيد :
والمؤمن يجرد إعتقاده وتوحيده من الشركيات فلا يذبح لغير الله ولا يحلف إلا بالله ولا ينذر إلا له ولا يذهب لساحر ولا كاهن ،ولا يتطير ،ولا يتبرك بالأشجار والأحجار ولا يزور الأضرحة ليستعين بأصحابها علي قضاء حوائجه ، ولا يرجو إلا الله ولايخشي سواه ولا يتوكل إلا عليه ولا ينيب إلا له ولايحب إلا من يحب ولا يبغض إلا من يبغض ، ويرضي بقضائه ويتحاكم إليه ويتخاصم من إجله ويوالي من يواليه ويعادي من يعاديه .
-تجرد المتابعة :
فالمؤمن لا يقوم بعمل ماإلا إذا كان موافقا للشرع متبعا لهدي الرسول (صلي الله عليه وسلم ).
لذا فالتجرد يجعل المؤمن وقاف يسأل نفسه قبل العمل لمن هذا العمل ؟ فإن كان لله أمضاه وإن كان لغير الله تركه ويسأل عن حكم الشرع فيه وكيف كان الرسو ل(صلي الله عليه وسلم)يفعله
قال تعالي "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه أحدا "
يعظم شعائر الله :
قال تعالي "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب ". لذلك تري المؤمن يحرص علي أداء الفرائض بالكيفية التي أمره الله بها ثم يتبعها بالنوافل كما جاء في الحديث القدسي ( من عادي لي وليا فقد أذنته بالحرب ، وماتقرب إلي عبدي بشئ أحب إلي مما أفترضته عليه ، ولايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ولئن أستعاذني لأعيذنه ).
يتوكل على الله ويرضى بقضائه:
قال تعالى "وعلى الله فليتوكل المؤمنون"والتوكل على الله لا يتعارض مع الأخذ بالاسباب بل هو مكمل لها فالمتوكل على الله يرى انه قد أدى ماعليه وأعتمد على الله فيما لايقدر عليه
قصر الأمل
فالمؤمن فى الدنيا كالغريب فهو يعلم أن الموت يأتيه فى أى لحظه
غنى النفس قنوع :
يقول الرسول(صلى الله عليه وسلم ):"ليس الغنى عن كثرة العرض ، وإنما الغنى غنى النفس ) فالغنى الحقيقى هو غنى النفس عما فى أيدى الناس فلا يطمع فى شئ من مال أو منصب أو شهرة أو غيره عند أحد منهم وعدم النظر والتطلع لمن فضله الله عليه فى نعم الدنيا ،قال تعالى "ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى "
ويوقن بأن رزقه سيأتيه ولا يفرح بإقبال الدنيا عليه ولا يحزن على إدبارها عنه لقوله تعالى "لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم "
عفيف
المؤمن عفيف لا يسأل الناس.قال تعالى"للفقراء الذين احصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الارض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا"
متواضع
كان الرسول صلى الله عليه وسلم أشد الخلق تواضعا مع سمو مرتبته0 فكان صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب الشاة لاهله ويعلف البعير ويأكل مع الخادم ويجالس المساكين ويمشى مع اليتيم والارملة فى حاجتيهما ويبد أ من لقية بالسلام
ذليل على المؤمنين عزيز على الكافرين
فالمؤمن ذليل على المؤمنين ذل رحمة وعطف وشفقة رفيق بهم يضطرب قلبه اذا ما أصاب أحد منهم مكروه ولكنه عزيز على الكافرين شديد عليهم .رافعا رأسه في عزة وإباء أمام الطواغيت ويواجههم دون خوف أو وجل فمصدر عزته اتصاله بالله
حسن الخلق
فحسن الخلق من كمال الإيمان . قال صلي الله عليه وسلم (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا )
فالمؤمن طليق الوجه ، تعلو الأبتسامة وجهه إلف مألوف ، يسعي الناس إلي مجالسته ومصاحبته ،هين ، لين ،ليس بفظ ولا غليظ .يمازح الناس سمح ذو مروءة يترفع عن الدنايا والنقائص ، ينقي ألفاظه كما تنتقي أطايب الثمر
يؤاخي في الله
المؤمن يؤاخي في الله ، ولا يحب شخصا إلا لما فيه من صفات يحبها الله ، وفي لإخوانه لايتغير إذا ماتغير الزمان عليهم ولايتركهم إذا ما إنفض الناس عنهم ، ويؤثرهم علي نفسه
يعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه :
وهذه الأمور تحتاج إلي درحة كبيره من ضبط النفس ،فلا ينتظر لحظات الأنتصار والتشفي ولكن المؤمن علم أن ربه يحب العفو والتسامح فأرغم نفسه علي ذلك قربة لمولاه