السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
إنك لا تهدي من أحببت لكن الله يهدي من يشاء
ما سأرويه لكم إخوتي و أخواتي قصة حقيقية بكل تفاصيلها وحوارها وليس منها أي شيء مؤلف أو منقول
هي قصة فتاة في مقتبل العمر من كوستاريكا في أمريكا الوسطى كانت تدعى كريستينا
كانت تستغل أحد مواقع تعليم اللغة الانكليزية لكسب الأصدقاء ونشر صورها .....
كانت قائمة الأصدقاء لديها زاخرة بالأسماء و كلهم معجبون بما تقدم من ضلالات وأكثرهم للأسف مسلمون.
هو أحد اللذين اقترحت عليهم إضافته لقائمة أصدقائها فوافق دون أن يعرف ما ترمي إليه.
ثم إذ به يفاجأ بصورة لها تظهر في صفحته.
قام بمسحها وألغى صداقتها وكتب لها على بريدها الالكتروني:
-عذرا لقد مسحت اسمك من قائمة الأصدقاء لدي أنا مسلم ولا ينبغي أن تتواجد في صفحتي مثل هذه الصور
مرت ايام قبل أن تظهر فجأة للحوار في الماسنجر:
-أرجو أن تسامحني لقد أسأت إليك لم أكن أعلم أن هذه الصور تؤذيك لدي اصدقاء مسلمون كثر لكن لم يعترض أحد على ما أرسله بل بالعكس كانوا يطلبون المزيد
-لا عليكي أرحب بك في أي ايميل ترسليه لكن بدون هذه الصور
- لكن قل لي هل أنت غير هؤلاء المسلمين لماذا يطلبون المزيد وأنت رفضت أي صورة بل حذفتني
-المسلم الحق حرام عليه النظر إلى المحرمات والمرأة في الاسلام ليست للعرض في الصور إنما هي كالجوهرة المكنونة
لكن لماذا فعلتي هذا مالذي دفعك لعرض نفسك رخيصة لكل من أراد؟
-يقولون أن العالم سينتهي قريبا في 2012 وأريد أن أستفيد من الدنيا وملذاتها لأقصى درجة قبل الفناء
-هذه خرافات....لا أحد يعلم متى سينتهي العالم ولا أحد يعرف ساعة موته والله سيحاسبنا عن كل ما قمنا به من عمل
استغربت وانتهى الحديث عند هذه النقطة ولم يخطر بباله أن لهذه الكلمات من التأثير ما قد يغير حياة تلك الفتاة.
اتصلت ثانية:
-لقد فكرت في كلماتك التي قلتها......كم أنا سيئة .........كم أسأت للناس دون أن أشعر وهم يطلبون المزيد
-لا عليكِ
-لا ...أنا أسوأ مما تظن ........لم يقف الأمر عند حد الصور بل تعداه لأمو ر أخرى على النت وفي الواقع......لقد تسببت في الكثير من الأمور السيئة للناس
-عندنا في الاسلام الله يغفر الذنوب بعد التوبة وكأن الذنب لم يكن بشرط عدم العودة إليه
-كيف سيسامحني الله وقد فعلت ما فعلت
-كل انسان فيه نقطة مضيئة يجب أيبحث عنها ويستغلها وأنت قد وجدتِ هذه النقطة باحساسك بالذنب الذي ارتكبتيه.......سامحي نفسك أولا........ابدئي حياتك من جديد حياة ليس فيها صور أو إساءات........امسحي كل الصور من المواقع والايميل وكل صفحاتك وبعدها فكري بمسامحة الله لك.
-هل هذا ما تعتقدونه كمسلمين؟؟؟؟؟...........هل بغفر الله كل شيء مهما كان سيئاً؟؟؟؟؟ أي اسلام هذا الذي تتحدث عنه؟؟؟؟؟؟؟ لم أجد هذا عند أي من أصدقائي المسلمين ولم يحدثني أحد به؟؟؟؟؟
-هذا هو الاسلام الحقيقي وما كنتي تتحدثين معهم وترسلين لهم صورك ليسوا بمسلمين ملتزمين بتعاليم الاسلام هم أشخاص اكتفوا بإطلاق صفة مسلم عليهم دون التنفيذ وهم لا يمثلون الاسلام ولا المسلمين
هل تمانعين لو أرسلت لك كتابا عن الاسلام بالاسبانية كي تفهمي الاسلام الحقيقي؟
-لا .....بالعكس أريد أن أعرف
وهكذا كان........
أرسل لها الكتاب كما أرسل لها شروحا عن محبة الله لعباده وغفرانه لهم وعن كيفية الدعاء والصلاة إلى الله
انقطعت أخبارها أياما ثم ظهرت من جديد
-أظهر الفحص الطبي أن مصابة بالسرطان........الدواء الذي أتناوله اثر في مظهري......تركني الأصدقاء ........أنا الآن وحيدة .......لكني سعيدة جدا........ليس لي من أتحدث معه إلا أنت.......
-أدعو الله لك بالشفاء......كيف وجدتي الكتاب هل أعجبك؟
-نعم وقد طبعته لأني هنا في المشفى لا أستطيع القراءة من الكومبيوتر واستمتعت جدا بما أرسلته لي وسأنشره
-أحس بالتعب.......القاك ثانية إن كان في عمري بقية
ثم بعد يومين يأتي ما كان منتظرا:
-سأخبرك اليوم خبرا سارا.............لقد أسلمت......ساعدتني صديقة مسلمة هنا ....أحس بسعادة كبيرة رغم ما أعاني من المرض والوحدة وبعد الأصدقاء.........أحس كأن الله سامحني وولدت من جديد. هل ستسامحني أنت أيضا؟.
-لقد سامحتك منذ زمن......بارك الله لكِ اسلامك وثبّتك عليه
-لقد غيرت اسمي أيضا........أنا الآن فاطمة ليكون اسمي من الأسماء الاسلامية........لم يعد اسمي كريستينا
-جيد.....هذه هي البداية الجديدة انسي ما كان من قبل وسيغفر الله لكِ إن شاء الله.
-أصبحت بلا اصدقاء ....لكني سعيدة جدا.......أدركت الآن أنهم لم يكونوا أصدقاء فعلا ........كلهم كانوا كاذبون لهم غرض واحد فقط
-صدقتِ ،جيد أنك أدركتِ هذا.......العيش في ظل الاسلام سعادة لا تعادلها سعادة يحس الانسان أن الله يحبه وهو بقربه يسمعه إذا دعاه.......لايهمه إن كان لديه أصدقاء أم لا.
-أشكرك لوقوفك إلى جانبي في حين تركني الباقون......سأتحدث إليك دائما
-شكرا لكِ.......لا تترددي إن أردت الاستفسار عن أي شيء بخصوص الاسلام
انتهى الحوار عند هذه النقطة.....لم يعرف أن هذا هو آخر حوار له مع كريستينا التي أسلمت وصار اسمها الآن فاطمة
جاء الخبر من ايميل على بريده الالكتروني.......لقد ماتت فاطمة ادعوا الله لها بالمغفرة وهي ترجو كل من أرسلت لهم الصور أن يمسحوا صورها ويسامحوها
تقول أختها : كان آخر ما بقي لديها في المشفى كتاب عن الاسلام متمسكة به جدا وكنت أقرأ لها فيه وأيضا كتاب عن الصلاة في الاسلام ومحبة الله . ورغم آلامها الشديدة ومعاناتها مع المرض فقد كانت سعيدة جدا......لم أجدها هكذا سعيدة من قبل حتى عندما كانت في أوجها
فاطمة-كريستينا سابقا-صدقت في مسعاها. لم يعد لكريستسينا وجود ......لقد مسحت صورها من النت منذ اللحظة التي قررت فيها التوبة.أسلمت لأنها وجدت في الاسلام الملاذ وأدركت حقيقة العيش ولذته في ظل لا إله إلا الله محمد رسول الله.