قال بعض السلف: "كل ما شغلك عن القرآن فهو شؤم عليك".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن، فعلموا من القرآن، وعلموا من السنة" متفق عليه.
وتلاوة القرآن من أفضل القربات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" أخرجه مسلم (804).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "إن الله أنزل هذا القرآن ليُعْمَل به، فاتخذوا تلاوته عملاً".
ولذلك اجتهدْ في تلاوة القرآن ليلك ونهارك.
وهاك منهجك في تلاوته:
1- الجمع بين التلاوة والحفظ.
2- ختم المصحف كل جمعة هو هدي السلف رضوان الله عليهم أجمعين، وذلك بأن تتعود قراءة جزءٍ من القرآن مع كل صلاةِ فريضة؛ إما قبلها وإما بعدها، أو تتم قسمته ما بين الصلاتين، تبدأ من عصر الجمعة، وتنتهي عصر الخميس من كل أسبوع، وللجمعة وظائفها.
فإن لم تستطع؛ فعلى الأقل اقرأ جزأين كل يوم؛ في الصباح جزء، وفي المساء مثله، وأدنى الأحوال أن تقرأ جزءاً كل يوم، ولك في كل شهر ختمة، وهذا فعلُ ضعيفِ الهمة، فلا تدم عليه، وإنما زد وردك بالتدرج لتختم كل أسبوع.
3- عند التلاوة اجتهد في التدبر وذلك يحصل بالآتي:
أ- حضور القلب عند التلاوة وتفريغه من الشواغل بقدر الإمكان.
ب- استشعار أن القرآن كلام الله العظيم فتخشع.
ج- اجمع أهلك على التلاوة معك حتى ولو في بعض ما تتلو، وتدارس معهم القرآن.
د- الأمر يحتاج إلى صبر، فليس من أول مرة يحصل لك الخشوع، فلا تعجل، واصبر، ولا تجزع.
ه – اعتمد مصحفا يشتمل على معاني الكلمات على الأقل، فتنظر فيما تريد فهمه.
و- لابد من حفظ القرآن، ولذلك طرق منها:
* تعلم القرآن على يد شيخ متقن .
* استشر أهل الخبرة في كيفية حفظ القرآن، وطالع بعض الكتب المهمة في ذلك.
* لابد من التسميع اليومي لزوجتك أو أحد أولادك، ولا تتكبر عن ذلك، ولابد من التسميع الأسبوعي أو نصف الأسبوعي للشيخ.
2- الصلاة
أولا: الفرائض
أ- أصلح صلاة الفريضة أولاً بالحرص على صلاة الجماعة في المسجد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى لله أربعين يوماً في جماعة لا تفوته تكبيرة الإحرام؛ كتبت له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق" .
حاول تحقيق هذا الحديث، وكلما فاتتك تكبيرة الإحرام، ابدأ الأربعين مرة أخرى من الأول.
ب- احرص على الوضوء والوصول إلى المسجد مبكراً، فإنه مهمّ لصلاح القلب.
ج- احرص على الصف الأول خلف الإمام، فإنه أدعى للخشوع وحضور القلب.
د- اطرد الشواغل، وفرّغ قلبك، واستشعر حلاوة الإيمان، واجعل الصلاة قرة عين لك.
ه- أذكار الصلاة مهمة، تدبّرْها، وابحث عن معانيها، وافهم ما تقول، واستحضر معنى ما تدعو به.
و- تدبر ما تتلو من القرآن في الصلاة، فإنه أدعى لحضور القلب، واجعل قراءتك من المحفوظ الجديد، ولا تُصَلّ بالعادة بسور محددة تكررها في كل صلاة.
ثانيا: النوافل
قال الله في الحديث القدسي: "ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه"
1- استحضر هذا الحديث عن صلاة النوافل لتطلب بها حب الله حتى يعطيك ما تسأل ويعيذك مما تكره.
2- النوافل سياج الفرائض، فمن فرط في السنن أوشك أن يفرط في الفريضة، ومن حافظ عليها كانت فرائضه في حماية.
فأحط فريضتك بسنن تحميها.
3- النوافل تتمم الفرائض الناقصة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى عليَّ صلاة لم يتمها، زيد عليها من سبحانه حتى تتم".
فأتمم النواقص بنوافل كثيرة، يتمّ الله لك.
4- السنن الراتبة لا تفرط في شيء منها أبداً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بُني له بيت في الجنة: أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الفجر" .
5- صلاة التطوع كثيرة، فأكثر ما استطعت، فقد قال الله تعالى: {وَاسْجُدْ واقتَرِبْ}
العلق_آية:19، فكلما سجدت أكثر، كان قربك من الله أكبر، وصرت عن الدنايا أعلى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة" أخرجه مسلم (753)
وهاك بعض المستحبات:
+ ثمان ركعات ضحى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلَّى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين، ومن صلى أربعاً كتب من العابدين، ومن صلى ستاً كفي ذلك اليوم، ومن صلى ثمانياً كتبه الله من القانتين، ومن صلى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتاً في الجنة" قال الهيثمي في المجمع (2/237): "رواه الطبراني.. وفيه موسى بن يعقوب الزمعي وثقه ابن معين وابن حبان، وضعفه ابن المديني وغيره، وبقية رجاله ثقات".
+ أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار".
+ أربع ركعات قبل العصر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا" .
+ ركعتين قبل المغرب وركعتين قبل العشاء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بين كل أذانين صلاة -قالها ثلاثا، قال في الثالثة- لمن شاء" أخرجه مسلم (838)