هي من إعداد أكرم الأكرمين ، وكفى بها نعمة ....
*ما ضنك بدار أعدها الله بنفسه ، وغرس كرامة أهلها بيده . قال تعالى في الحديث القدسي أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ) . البخاري
أخي الكريم:
*أما تمنيت أن ترى أحباب الله في ظل العرش وأنت معهم ؟
*ألا يسعدك أن ويساق المتقون إلى الرحمن وفدا وأنت منهم ؟
*ألا يفرحك أن لا تأتي بابا في الجنة إلا نوديت منه ؟
*أما دمعت عينك حين ترى أهل الجنة في الطريق إليها.
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }الحديد12
*ألا يمتعك أن تكون الجنة دارك والنبي صلى الله عليه وسلم جارك والملائكة والأنبياء والصحابة الكرام أحبابك وزوارك ؟
*أما أخذك الشوق لقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ *إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }القيامة 22،23
فاعمل لدار غدا رضوان خازنها ......والجار أحمد والرحمن بانيها
قصورها ذهب والمسك طينتها.......والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبن مصفى ومن عسل.......والخمر يجري رحيقا في مجاريها
وفي الجنة يطيب اللقاء أسأل الله أن أراكم هناك برحمته سبحانه وتعالى .
نعيم الدنيا ...ونعيم الآخرة
أخي : إن الله عز وجل قد جعل لهذا الخلق حكمة وغاية، كما جعل له بداية ونهاية ، ولابد لكل ساع من جزاء ، ولكل عامل من أجر ، ولكل زارع من ثمرة يحين قطفها .
قال النبي صلى الله عليه وسلم :{كل الناس يغدو ، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها }. رواه مسلم وغيره .
أخي : ما الدنيا إلا سوق أقيم ثم انفض ،ربح فيها من ربح، وخسر فيها من خسر إنما الدنيا إلى الجنة والنار طريق........والليالي متجر الإنسان والأيام سوق
قال النبي صلى الله عليه وسلم: { ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بما يرجع }.رواه مسلم
*ثمنكم الجنة : قال محمد ابن الحنفية :{إن الله قد جعل لأنفسكم ثمنا وهو الجنة ، فلا ترضوا لأنفسكم ثمنا غيره}.
*اشتر نفسك :قال ابن القيم :{اشتر نفسك اليوم ، فإن السوق قائمة ،والثمن موجود ، والبضائع رخيصة ، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل ولا كثير}.
*رجل يبكي في الجنة !!قال محمد بن واسع : إذا رأيت في الجنة رجلا يبكي ألست تعجب من بكائه؟قيل بلى .قال : فالذي يضحك في الدنيا ولا يدري إلى ماذا يصير هو أعجب منه .
وقال يحيى بن معاذ: مسكين ابن آدم ،لو خاف النار كما يخاف الفقر دخل الجنة .
*الظل والجنة : قال أحمد بن حرب : أحدنا يؤثر الظل على الشمس ، فما بالنا لا نؤثر الجنة على النار.
* طعم الراحة ...أول قدم في الجنة : سئل الإمام أحمد : متى يجد العبد طعم الراحة ؟ قال: عند أول قدم يضعها في الجنة.
يا رب:
لقد صمت عن لذات دهري كلها
ويوم لقاك ذاك فطر صيامي
*كالأسير :قال الحسن البصري : المؤمن في الدنيا كالأسير يسعى في فكاك رقبته لا يأمن شيئا حتى يلقى الله عز وجل .
*حبهم للدنيا : قال يحيى بن معاذ: كيف لا أحب دنيا قدر لي فيها قوت اكتسب به حياة، أدرك به طاعة أنال بها الجنة.
السابقون...السابقون
أخي :الطريق إلى الجنة مضمار المحبين والتنافس عليها شغل المقربين:
أخي: سبقك إلى الجنة أبو بكر ، وذهب إليها عمر ، وبشر بها عثمان وعلي ، ودخلها بلال ، وطار إليها جعفر . فأين أنت من هؤلاء ؟
سوف ترى إذا انجلى الغبار
أفرس تحتك أم حمار
أختاه: تبتلت مريم فأصبحت خير نساء العالمين ، وأحسنت فاطمة فأمست سيدة نساء أهل الجنة، وأخذت خديجة في الجنة بيتا ، ووطئتها الرميصاء بقدميها ...بالله عليك فمع من منهن تحبين أن تحشري ؟
إذا لم نعمل مثلهم فهل نحبهم ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم :{المرء مع من أحب } .
قال أنس رضي الله عنه:{إني لأحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر،وأرجو أن يبعثني الله معهم وإن لم أعمل بعملهم}. وفي الجنة يطيب اللقاء ،أسأل الله تعالى أن أراكم هناك .
وقد اعتمدت في معظم الأحاديث تصحيحات الشيخ الألباني رحمه الله ، بالذات في كتابه المبارك (صحيح الترغيب والترهيب ).
أسأل الله سبحانه أن يجمعني وإياكم وكل من أسهم في إخراج هذا العمل من تأليف وكتابة وإرشاد وقراءة ونشر وتعلم وتعليم ودعوة في الفردوس الأعلى ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه أمين الأنصاري